لا يوجد مباريات هذا اليوم
مقالاتسلايدر

أدريانو.. الإمبراطور الذي أسقطته الشياطين

من طفل فقير في ريو دي جانيرو إلى مهاجم يرشح لوراثة مجد رونالدو، ثم إلى قصة سقوط مدوي بسبب الاكتئاب والكحول، هذه هي حكاية البرازيلي أدريانو ريبيرو ليتي، الملقّب بـ”الإمبراطور”.

اقرأ أيضا.. أشهر 10 كذبات في عالم كرة القدم

رصاصة غيرت المصير

في مارس 1992، كان أدريانو طفلاً في العاشرة من عمره حين شهد واقعة هزت حياته، أثناء مداهمة الشرطة لأحد أحياء الفقراء في ريو، أصيب والده، ساعي البريد ألمين ريبيرو، برصاصة في الرأس، لم تستطيع الأسرة توفير تكاليف العملية، فبقيت الرصاصة في جمجمته حتى أودت بحياته بعد 12 عاماً، تلك اللحظة كانت بداية الألم الذي سيلازم أدريانو إلى الأبد.

من مدافع عادي إلى مهاجم استثنائي

بدأ أدريانو مسيرته في أكاديمية فلامنغو كمدافع ثقيل الحركة لا يلفت الأنظار، إلى أن اقترح مدربه لويز أنطونيو توريس نقله إلى الهجوم في اختبارات “بينيراس” الحاسمة، هناك، ولد مهاجم مختلف، وسرعان ما لمع اسمه في منتخبات الناشئين، حتى قاد البرازيل للفوز بكأس العالم تحت 17 عاماً بهدف حاسم.

من أول راتب، نقل عائلته إلى حي راقي في ريو، حيث كان يسكن قدوته رونالدو، سرعان ما وصل خبر موهبته إلى إنتر ميلان، فانتقل إلى النادي الإيطالي في صفقة كبرى.

البداية المدوية في أوروبا

في أول مباراة له بقميص إنتر ضد ريال مدريد، سجل اسمه في الصحف بعد تسجيله هدفاً صاروخياً من ركلة حرة بسرعة 180 كم/ساعة، لكن زحمة النجوم في هجوم إنتر دفعته للإعارة إلى فيورنتينا ثم بارما، حيث شكل ثنائياً ذهبياً مع الروماني أدريان موتو، وهذا دفع إنترميلان لإعادته سريعاً.

الصعود إلى القمة

في عام 2004، قدم أدريانو موسماً استثنائياً، توج ببطولة كوبا أمريكا، حيث سجل هدف التعادل القاتل في نهائي مثير ضد الأرجنتين، قبل أن يهدي اللقب لوالده المريض قائلاً: “بدونه أنا لا شيء”.

المأساة التي غيرت كل شيء

بعد تسعة أيام فقط من هذا المجد، توفي والده، كانت الصدمة قاسية إلى حد الانهيار، زميله خافيير زانيتي وصف المشهد قائلاً: “لم أسمع في حياتي صراخاً كهذا”، منذ ذلك اليوم، تغير كل شيء.

أدريانو اعترف لاحقاً: “كنت وحيداً وحزيناً ومكتئباً، فبدأت الشرب كل ليلة أي شيء، نبيذ، ويسكي، فودكا، بيرة… كنت ثملًا طوال الوقت”.

انهيار الإمبراطور

رغم تسجيله أهدافاً حاسمة، كان جسده يزداد وزناً وروحه تتلاشى، تخطى أوامر المدرب مانشيني، وبدأ يتغيب عن التدريبات حتى جوزيه مورينيو، المعروف بقدرته على احتواء النجوم، فشل في إصلاحه، في 2009، غادر إنتر فجأة معلناً أنه فقد متعة لعب كرة القدم.

حتى ان المنتخب البرازيلي استبعده من كأس العالم 2010، ومع ذلك واصل محاولات العودة عبر أندية مختلفة، لكنها كانت محاولات يائسة، يلاحقها الجدل حول حياته الليلية وصداقاته المشبوهة.

النهاية الحزينة

في 2016، أنهى مسيرته نهائياً مع ميامي يونايتد، لاحقاً قال بمرارة: “مشكلتي الحقيقية كانت الأشخاص حولي لم يفعلوا سوى اصطحابي إلى الحفلات وإغراقي بالكحول”.

زلاتان إبراهيموفيتش، زميله السابق، لخص المأساة: “كان وحشاً لكن كرة القدم نصفها عقل، وإذا غاب العقل، انتهى كل شيء”.

في 2021، تم ادراج اسم أدريانو في “ممشى المشاهير” بملعب ماراكانا، بجانب بيليه ورونالدو وروماريو، لكنه اليوم يعيش في حي فيلا كروزيرو حيث بدأ كل شيء، يمشي حافي القدمين، يلعب الدومينو مع الأصدقاء، يشرب، ويقول: “أرى والدي في كل زقاق”، وكأنه يرفض مغادرة الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى