الثامن من أذار والرياضة ببصمِة نسوية تُزهر قوة وعطاء

الثامن من أذار والرياضة ببصمِة نسوية تُزهر قوة وعطاء

اطلس سبورت/ حنان الريفي / في الثامن من أذار تحتفل المرأة الفلسطينية بعيدها وتُكرم في جميع المجالات في المجتمع ، فلم تعد المرأة الفلسطينية تقتصر أدوارها علي النمط التقليدي كطبيبة أو ربة منزل أو مُدرسة .

فقد اقتحمت وبقوة كل المجالات المتاحة لها جنباً  الي جنب مع الرجل ، فأصبحت ذات شأن كبير في المجال الرياضي خصوصاُ ، لتبدأ لعب ألعاب رياضية اقتصرت ولزمن طويل علي الرجل فقط، فنراها اليوم تلعب الملاكمة وكرة القدم والسوفتبول والشطرنج و ألعاب القوى وغيرها من ألعاب رياضية، وسباق سيارات ،وتحجز لها مكاناً لتصبح حَكمة في المباريات الفلسطينية .

فاستطاعت المرأة الرياضية الفلسطينية أن تطبع الشكل الانثوي علي الرياضيات المختلفة لتحصد المراكز الاولي في المسابقات الدولية والعربية والمحلية حاجزة لها مكانً ،  لتجعل فلسطين تفتخر بها في المجال الرياضي بدون منافس .

ويأتي الثامن من أذار كل عام ليُضيف إنجاز أخر للمرأة الرياضية الفلسطينية ،  فقد حققت الرياضة النسوية

بشكل مُلفت نقلة نوعية بعد تولي السيد اللواء جبريل الرجوب رئاسة اتحاد كرة القدم  واللجنة الأولمبية ،فكان داعما كبيرا للمرأة وللرياضة النسوية الفلسطينية في شتي المجالات الرياضية فاتحاً الابواب لها لكي تقتحم كل الرياضات الممكنة ان تُثبت نفسها بها .

فبدأت الرياضة النسوية بتطوير نفسها لتنافس الرجل في لعبة كرة القدم، وتشاركت في البطولات على جميع الاصعدة ورغم النتائج الاولية القليلة إلا أنها بدايات جيدة نحو حق المرأة بالمشاركة الرياضية .

فقد بدأنا  نري هنا وهناك فرق نسوية رياضية في كرة القدم وكرة السلة جلوس والملاكمة التايكوندو والعديد من الفرق النسوية الي جانب الاعلام الرياضي النسوي .

الثامن من أذار بنكهة نسوية رياضية فلسطينية ، فالمرأة ترسم البسمة علي شفاه الجماهير بأنوثتها واحترامها ، حتي المرأة من ذوات الاعاقة ثابرت وبكل جدارة لكي تحصد المراكز الاولي وتثبت انها ليست عالة علي أحد وكان خير مثال كرة  السلة جلوس في نادي السلام لذوي الاعاقة ونادي الفارسات الرياضي .

وهنا نقف بإحترام وتقدير للمرأة النسوية الرياضية فرغم التحديات والمعيقات من الاهل والمجتمع بسبب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني المحافظ ، وحتي الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الفلسطينية ،ثابرت ونجحت ووضعت بصمة لها وخاصة في الرياضات الجماعية ككرة القدم والملاكمة والتي هي للرجال.

ورغم حالة التهميش التي طالت المرأة الرياضية وخصوصا علي الساحة الغزية حبيسة بين جدران الماضي وتقاليده وبين جدران المنزل واعماله البيتية ، إلا انها حفرت في الصخر مُعلنة انها متواجدة لتشارك في النشاط الرياضي النسوي انطلاقا من الجامعات عبر المؤسسات وصولا الي النوادي والمسابقات الدولية .

الثامن من أذار وكل مرأة رياضية بألف خير ، فهي تؤثر في المجتمع ، ككل المجتمع وليس نصفه عندما تدعم أبناءها لممارسة الرياضة دون تمييز بين فتاة وفتى ، فيقع على عاتق المرأة بشكل عام والمرأة الرياضية خاصة، نصرة الرياضة النسوية ، فهي تمتلك الكثير من مفاتيح التغير  بمجالات الحياة المختلفة وهي  اللبنة الأولى في البناء والعطاء والتثقيف الرياضي ،في حال تمتعهن بثقافة رياضية جيدة ولديهن اتجاهات ايجابية نحو تشجيع الرياضة .

الثامن من أذار لازالت المرأة الرياضية تحتاج الي وجود قوانين واضحة للرياضة الفلسطينية ولوائح داخلية تعطي المرأة حقها في المجال الرياضي بمساحة اكبر في مراكز القيادة بالمؤسسات الرياضية تدريبا وتحكيما وإدارة ، وخاصة في الأندية ،وكافة الألعاب الرياضية.

الثامن من أذار لازالت المرأة الرياضية في الضفة الفلسطينية وبوجود الاحتلال الاسرائيلي  والظروف التي يفرضها على الفلسطينيين من خلال الحواجز وعدم التنقل بين المحافظات ، تؤثر علي موقف الاهل من مشاركة بناتهن خوفا عليهم مما يشكل في تبادل الخبرات وعدم إقامة النشاطات والبطولات الرياضية النسوية بشكل منتظم  الي جانب  قيود السفر المفروضة بشكل عام على جميع الفلسطينيين (خصوصاً المقيمات في غزة)، حتى إن المعدات والملابس الرياضية تُشكل أزمة بسبب صعوبة إيصالها إلى اللاعبات لمنعها من الاحتلال الاسرائيلي .

الثامن من أذار لا زال المجتمع الذكوري التقليدي يُضعف مشاركة الرياضة النسوية ورقيها ،فمنذ دخول الفتيات إلى عالم كرة القدم، تعرضن للكثير من المضايقات بسبب اللباس المعتمد في هذه الرياضة وهو “الشورت”، حتى إن الموضوع أخذ طابعاً دينياً في فلسطين لجهة انخراط المرأة في هذه الرياضة وابتعادها عن الزواج، الأمر الذي خلق صعوبات كبيرة لهؤلاء اللاعبات الفلسطينيات .

الثامن من أذار تستمر المرأة الرياضية في عزوف معظم النساء عن الترشح لعضوية الهيئات الإدارية للأندية والاتحادات الرياضية بشكل عام  ، فهناك القليل من النساء في تأخذن مناصب في الاندية والمؤسسات الرياضية .

الثامن من أذار لا زالت المرأة الرياضة تحتاج كل الدعم من اللواء جبريل الرجوب و الأسرة الرياضية من فرق ومنتخبات وهيئات ولجنان اولمبية دولية واتحادات رياضية وشخصيات مؤثرة لاستمرار نهوضها وتطويرها في الرياضة النسوية الفلسطينية علي كافة الاصعدة .

كُل أذار والمرأة النسوية الرياضية فاتحتاً مجالات جديدة في الرياضة الفلسطينية واضعةً بصمة لها ، ممثلا فلسطين وحاصلةً علي ميداليات ذهبية .

 

تعليقات (0)

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق