الفسلجة الرياضية ومدي تأثيرها على لاعبي كرة القدم
الفسلجة الرياضية وتأثيرها على لاعبي كرة القدم
فلسطين – غزة – حنان الريفي
ان التطور الذي يحصل في العالم بدأ يُظهر مدى أهمية الفسلجة (فسيولوجيا ) الرياضية وتأثيرها علي اللاعبين من خلال ربط علم التدريب الرياضي مع الفسلجة و البايو ميكانيك والتعلم الحركي بالعلوم الاخرى ، فلا يستطيع أي أكاديمي أو مدرب ” دارس ” علم التدريب أن يفصل بين هذه العلوم خلال عمله ، ويُسخر العلوم الاخرى لخدمه علم التدريب الرياضي وعلى أساسه تبدأ عملية التطور عنده اللاعبين .
يقول الدكتور عماد عوده العامري من “العراق ” والحاصل على ماجستير فسلجة التدريب الرياضي لكرة القدم ودكتوراه التدريب الرياضي ، ومدرب حاصل على شهادة “B” الآسيوية لمدربي كرة القدم ومدرب منتخب جامعة القادسية سابقا ، يقول : أن حقل الفسلجة والتدريب من حقول المعرفة التي لم تعد خافية على المعنيين في المجال الرياضي ، فشهد هذا الحقل الحيوي اهتماما كبيراً من الباحثين والمعنيين على حد سواء وبات من المرتكزات الأساسية في إعداد الرياضيين .
فالفسلجة تعني بيولوجيا (بالإنجليزية ـ physiology) أنها علم دراسة وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية ، ويتضمن ذلك كيف تقوم الأجهزة العضوية والخلايا والجزيئات الحيوية بالعمليات الكيميائية والفيزيائية في الكائنات الحية .
ولقد استأثرت دراسة الاستجابات والتكيفات الوظيفية لأجهزة الجسم المختلفة وأعضائه اهتمام الباحثين على مدى السنوات الطويلة الماضية ، لإيمانهم بأن الرياضي يتمكن من الوصول إلى درجة عالية من الأداء البدني من خلال آلية منسقة في سلسلة من العمليات المتكاملة لأجهزة الجسم المختلفة ، أذ أصبحت البحوث في مجال العلوم البدنية والرياضية من سمات هذه الدول لتحقيق الإنجازات العالية من خلال صناعة الأبطال عن طريق تطوير مستواهم البدني و المهارى و الخططي .
وأخذ هذا التطور في الأداء الرياضي حيزاً كبيراً من خلال التركيز على المستوى التخصصي للاعبين في الألعاب الرياضية ومنها لعبة كرة القدم أذ تؤدي العملية التخصصية فيها الى الإرتقاء بمستوى النواحي الفسيولوجية (الوظيفية من خلال تطوير عمل الجهازين الدوري والتنفسي).
الماجستير والدكتوراه
وتحدث العامري عن اطروحة الماجستير في الفسلجة الرياضية ، فقد كانت بعنوان “تأثير تمرينات مركبة في تطوير كفاءة بعض متغيرات الرئة والحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين والأداء المهارى لشباب نادي الديوانية بكرة القدم ” وهدفت الدراسة الى التعرف على تأثير التمرينات المركبة في تطوير كفاءة بعض متغيرات الرئة والحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين والأداء المهارى للاعبي كرة القدم الشباب، وقد افترض الباحث ان للتمرينات المركبة تأثير في تطوير كفاءة بعض متغيرات الرئة والحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين والأداء المهارى للاعبي كرة القدم الشباب.
واستكمل الدكتور العامري دارسة علم الفسلجة لما له اهمية بأطروحة الدكتوراه التي حملت عنوان ( تأثير تمرينات اللعب الطولي والعرضي في تطوير بعض المتغيرات البدنية والمهارية والعقلية والتصرف الخططي للاعبين الشباب بكرة القدم في ” الديوانية العراقية ” ) والتي أثبتت أن عملية التطور في لعبة كرة القدم لا تأتي محض صدفة وإنما من خلال العمل الدؤوب والتفكير السليم المبني على أسس علمية في ايجاد أفضل الوسائل والطرق التي تسهم في تطوير هذه اللعبة وصقل مواهب اللاعبين ورفع مستوياتهم في الجوانب المختلفة (البدنية ، المهارية ، العقلية ، الخططية )، ومن هنا تكمن أهمية البحث من خلال وضع تمرينات متنوعة للعب الطولي والعرضي من أجل الارتقاء بمستوى اللاعب وتطوير بعض متغيراته البدنية والمهارية والعقلية والتصرف الخططي الأمر الذي يسهم في تطوير مستويات اللاعبين ومن ثم يمكنهم تحقيق نتائج أفضل في المباريات ، وهدفت الدراسة الى التعرف على أثر التمرينات باللعب الطولي والعرضي في تطوير بعض المتغيرات البدنية والمهارية والعقلية والتصرف الخططي للاعبين الشباب بكرة القدم .
سن اللاعب و الفسلجة الرياضية
واستكمل العامري قوله : هناك ارتباط وثيق بين سن اللاعب بالفسلجة الرياضية وتأثيره علي أداء اللاعب داخل الملاعب حيث أن العمر البيولوجي للاعب من حيث كفاءة أجهزة اللاعب وقدرتها على التكييف وارتباط الاجهزة ببعضها من حيث العمل كالقلب والجهاز التنفسي والدوري وهذا بدوره ينعكس علي إمكانية اللاعب على الاستجابة للتدريبات كلما تقدم بالعمر بعد “35 عام ” حيث تقل الكفاءة البدنية ويصبح التعب واضح على اللاعب خلال الأداء.
ورغم وجود الكثير من اللاعبين المتقدمين بالسن الذين يقدمون مستوى جيد مع أنديتهم ومنتخباتهم فعالميا اللاعب ” توتي” وعربيا ” الحضري” حارس مرمى مصر الذي استطاع منتخب مصر من خلال خبرة و تصدياته و التأهل الى نهائي كأس أفريقيا ، ألا أنه في عالم التدريب الرياضي الحديث تختلف المعطيات ليقل عطاء اللاعب وكفاءته من حيث اللياقة البدنية والاجهزة الوظيفية.
تأثير الرياضة علي المرأة
وأضاف العامري : أنه منذ زمن كبير بدأت المرأة تدخل نطاق الرياضة في كل الألعاب والمجالات الرياضية فكان للنشاطات الرياضية الفسيولوجية تأثيرها على الوظائف الجسمانية للمرأة فلتدريب الرياضي تأثير فعال على المرأة من خلال التغيرات التي تحصل في جسم المرأة من حيث اللياقة البدنية كالسرعة والقوة والتحمل والرشاقة والمرونة والتوافق وغيرها من الصفات وهذه الصفات لها الدور الكبير في حدوث تغير على أجهزه المرأة الوظيفية والتي بدورها تجعل من المرأة بطلا في جميع المحافل الدولية .
إصابات الملاعب
ويؤكد الدكتور عماد العامري : أن اللاعب عندما يصاب في الملاعب يحتاج الي مرحلة استشفاء قد تعيده بقوة الي اللعب أو تمنعه من اللعب مرة أخرى ، وهذا يتم من خلال تأهيل اللاعب طبياً وبدنياً ونفسياً من الإصابة كي يتسنى للاعب العودة للوضع السابق الذي كان علية قبل تعرضه للإصابة.
وهنا يأتي دورة التأهيل من الاصابة والذي يعتمد على طبيب الفريق والمعالج مدرب اللياقة من خلال استخدام التمرينات الرياضية التي تتناسب مع نوع الاصابة والتي من خلالها يعود اللاعب تدريجيا الى مستوى السابق قبل الإصابة من جميع النواخي البدنية والمهارية والنفسية.
فالاستشفاء هو تحسين – تحديد – تنشيط – استعادة – تقوية – إعادة بناء – اعادة انتاج – تعويض – شفاء او انه الفترة الزمنية التي تعقب الحمل حتى الوصول الى المستوى الذي كان عليه الفرد قبل اداء الحمل او تخطيه واستعداده على اداء حمل معين من جديد.
وذلك من خلال المراحل المختلفة فالاستشفاء المستمر من خلال تنفيذ الجرعة التدريبية أو المنافسة ذاتها ، اذ يمكن للجسم ان يعوض “الدين الاوكسجيني ” الذي تسبب نتيجة للنقص الاوكسجيني اثناء الركض نفسه ،ليأتي الاستشفاء السريع ويحدث في نهاية جرعة التدريب اذ يتخلص الجسم من مخلفات ثاني أوكسيد الكربون وحامض اللاكتيك ، كما يمكن أن يعوض بعض مصادر الطاقة التي استهلكت أثناء الأداء والتي تستغرق فترة تعويضها من ( 3 ــ 5 ) دقائق وهي المسئولة عن السرعة ، الي جانب الاستشفاء العميق الذي تتم فيه عمليات التكيف ويصبح الرياضي أفضل مستوى مما كان عليه من الناحية الفسيولوجية والنفسية ويعتمد تحقيق أهداف العملية التدريبية على النجاح في تحقيق الاستشفاء العميق لذلك فهي تستغرق فترة زمنية أطول لإعادة بناء بروتين العضلة وتعويض الكلايكوجين .
ويستكمل العامري بقوله : أن وسائل الاستشفاء المستخدمة للتأثير على جسم الرياضي ، مثل التدليك والتدفئة الكهربائية والجلسات المائية والتغذية و العقاقير التي تعمل جميعها على زيادة سرعة عمليات الاستشفاء وترفع مستوى الكفاءة البدنية العامة ، تساعد على امكانية تنفيذ أحجام تدريبية كبيرة مع تجنب الاجهاد.
فبعد إصابة اللاعب يحتاج الي الإستشفاء خلال المسابقات و الإستشفاء بعد المسابقات أو التدريب وبصفة عامة فان هناك وسائل كثيرة للاستشفاء كالوسائل التدريبية التي تهدف الى توجيه الكفاءة البدنية للرياضي بإستخدام عمليات الإستشفاء عن طريق تنظيم العلاقة بين الحمل والراحة و التأهيل الرياضي في حالة الاصابات والامراض وتهدف الى التدرج بتكيف الجسم لزيادة حمل التدريب والى استعادة مؤثرات القوة العضلية في مختلف ظروف الاداء الحركي واستعادة مستوى الاعداد البدني العام والاعداد المهارى الخاص.
تغذية الرياضي وغير الرياضي وكمية السعرات الحرارية
ويشير العامري : الي أن عملية التغذية مثالا للإتصال بين البيئة الخارجية والجسم البشري، اذ تحتوي المواد الغذائية على المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لحياة الإنسان التي لها تأثير على وظائف الجهاز العصبي المركزي فضلا عن تأثيرها الفعال على سير العمليات البيولوجية للجسم من خلال امداد العضلات والاعضاء بمصادر الطاقة التي يحتاجها بصورة مستمرة ودائمة خلال النشاط اليومي الذي يقوم به الفرد و تغطية احتياجات الخلايا والانسجة في عمليات الهدم والبناء.
ويحتاج الانسان الاعتيادي ما بين (2500-3000) سعر حراري خلال اليوم وفي الحالات الاعتيادية فان كمية السعرات الحرارية المطلوبة يوميا تختلف باختلاف نوع العمل والوظيفة التي يقوم بها الفرد، أما بالنسبة الى الرياضي فأن كمية السعرات الحرارية تكون أما بنفس الكمية (5000) سعر حراري وقد تزيد في بعض الفعاليات لتصل الى (7000) سعر حراري ، ويجب أن يكون هناك تساوي ما بين عدد السعرات التي يتم الحصول عليها وعدد السعرات التي يحتاجها الجسم، بحيث ان الزيادة تسبب السمنة والنقصان في الكمية يسبب استهلاك بعض البروتينات مما يؤدي الى نحافة جسم اللاعب ويؤثر علي نشاطه الكروي في الملاعب .
دورات علمية بحاجة لها
في عدد كبير من فرق كرة القدم حول العالم ، هناك في الأجهزة التدريبية الفنية أخصائيين في علم الفسلجة ، لهم دور مهم جدا في إعداد اللاعبين خلال فترة الإعداد لموسم جديد ، فهم الضمانة الأكيدة لعدم تعرض اللاعبين للإصابات ، وفي أثناء الموسم يسعون بكل جدية الى إعادة اللاعب المصاب الى المستطيل الأخضر بأسرع وقت ممكن ، وفي فلسطين نحن في حاجة كبيرة لدورات تأهيل في علم الفسلجة ، والتي نعتقد انها مفقودة حتى الآن .