تطوير الكرة الفلسطينية يبدأ من هنا

تطوير الكرة الفلسطينية يبدأ من هنا
غزة – جهاد عياش
النتائج الأخيرة للمنتخب الفلسطيني أصابت طموحات المسئولين والجماهير على حد سواء بخيبة أمل كبيرة بعد الانطلاقة الجيدة بالفوز على المنتخب الأوزبكي والواقع أن أداء اللاعب الفلسطيني لم يتطور ذاك التطور الذي يستطيع من خلاله مجاراة المنتخبات الآسيوية والتنافس الحقيقي على البطولات على صعيد البطولات القارية والعربية والمشكلة الحقيقية لا تكمن في اختيار الأجهزة الفنية والإدارية ولا في إقامة المعسكرات الداخلية والخارجية ولا في تكوين لجان تقييمية لأداء اللاعبين والجهاز الفني كون مستوى أداء اللاعب الفلسطيني وهو محور النقد لا يرتقي أصلا لمستوى اللاعب الآسيوي في أي درجاته وهنا لا يدور الحديث عن لاعب المستوى الأول كالياباني أو الكوري أو السعودي والقطري بل حتى في المستويات الدنيا كاللاعب اليمني والسنغافوري وحتى لا أطيل كثيرا لا بد من تغيير نمط التفكير في اطار عملية تطوير اللاعب الفلسطيني وألا تقتصر عملية التطوير على تغيير جهاز فني هنا أو إداري هناك أو استبدال شخص بشخص آخر وهذه بعض النقاط التي يمكن الاستناد عليها :
أولا : يبدو أن الأشخاص الذين يديرون كرة القدم الفلسطينية قد توقف بهم الزمن ولم تعد قدراتهم العقلية قادرة على إبداع فكر جديد مبني على تشخيص المشكلة وإيجاد حلول لها على أساس علمي وعملي والاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال وعليه يجب ضخ دماء جديدة في لجان الاتحاد مبني على اقتراح وتقديم أفكار جديدة لتطوير الكرة وليس كما جرت العادة تعيين أشخاص ثم الطلب منهم الاجتماع وتقديم برنامج .
ثانيا : وحتى نكون عمليين أكثر فاللاعب الفلسطيني لا يشارك في الموسم في أكثر من (20 إلي 25)مباراة وهذا نصف أو أقل من نصف ما يشارك به اللاعب في الدول الأخرى ، وعليه يكون الأداء البدني والفني والتكتيكي ضعيفا بالنسبة لغيره وخبراته قليلة جدا .
ثالثا : اللاعب الفلسطيني يجلس في بيته أكثر مما يمارس كرة القدم وذلك بسبب آلية الدوري المقتصرة على 12 فريق في الدرجة الممتازة في الضفة الغربية وأخرى في غزة دون أي منافسة بينهما والحل يمكن مبدئيا بزيادة عدد الأندية في كل منطقة ليصبح( 14 أو 16) فريقا حتى يطول الموسم وتطول فترة ممارسة اللاعب لكرة القدم وبالتالي يصبح أكثر جاهزية من الناحية البدنية والفنية والتكتيكية .
رابعا : يجب الربط بين بطولة الدوري في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال إيجاد طريقة للمنافسة بين أندية المنطقتين على أن يكون في نهاية الموسم مربع ذهبي يضم أول و ثاني كل منطقة وبطريقة التجمع إما في الضفة أو غزة أو في بلد عربي كمصر أو الأردن أو أية دولة تسمح لنا بذلك وإقامة بطولة مصغرة لتحديد البطل من ناحية ولإتاحة الفرصة أمام الجهاز الفني لاختيار أفضل وأجهز اللاعبين من صفوة الفرق وعصارة البطولة .
خامسا : قد يقول قائل أن قوات الاحتلال لن تسمح بتنقل اللاعبين بين الضفة وغزة وتجربة نهائي كأس فلسطين حاضرة أمامنا وهذا صحيح ولكن هناك أشخاص يتنقلون بين الضفة وغزة في الاتحادات وهناك منتخبات حضرت إلي فلسطين كالسعودية وعمان والامارات وأيضا حضرت بعض الأندية ولعبت على ملاعب فلسطينية ويجب على اتحاد كرة القدم والقيادة الفلسطينية على حد سواء بذل المزيد من الجهد في المحافل الدولية كالاتحاد الآسيوي الذى ننتمي إليه والاتحاد الأوروبي الذي ينتمى له المنتخب الإسرائيلي والاتحاد الدولي الذي يضمنا جميعا واللجنة الأولمبية الدولية لكي يسمح الاحتلال بإقامة بطولاتنا المحلية على أكمل وجه .
سادسا : يجب على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم التصدي لظاهرة العقود قصيرة الأمد وتقنين موضوع إعارة اللاعبين لأن اللاعب يفكر كثيرا في الانتقال من ناد لآخر أكثر مما يفكر في تطوير أدائه ونلاحظ الكثير من اللاعبين ينتقلون في كل موسم مرة او مرتين دون أي تطور في المستوى بل على العكس تماما يتقهقر مستواه كثيرا ويصبح على الهامش في سن مبكرة على الرغم من موهبته وفنياته وامكانياته العالية وكذلك يجب أن تكون عقود المدربين متوسطة وطويلة الأمد كي يستطيع المدرب التعرف على إمكانيات اللاعبين وصقل مهاراتهم وتطبيق الفكر الكروي المناسب .
سابعا : المدير الفني لأي منتخب مهمته هي اختيار اللاعبين فقط وليس إعدادهم بدنيا وفنيا ووضع الخطة المناسبة التي تتناسب مع قدرات لاعبيه من جهة ومن جهة ثانية تتناسب مع طريقة أداء المنافسين بعد دراسة مستوياتهم وعليه يجب أن يكون مدرب منتخب فلسطين قادر على التحرك بين الضفة الغربية وقطاع غزة لمتابعة اللاعبين من شقي الوطن وكذلك يكون متاحا له التواصل مع المدربين لمعرفة مستويات اللاعبين والمشاكل التي يعانون منها واعداد خطة مشتركة بين الجهاز الفني للمنتخب والأجهزة الفنية لفرق الدوري الممتاز والاتفاق على طريقة لعب موحدة يتبعها الجميع كي يحدث الانسجام والتوافق بين الجميع ويسهل بعدها اختيار الأفضل .
ثامنا : الاهتمام ثم الاهتمام بالكادر التحكيمي وتوفير مستلزماته المادية والمعنوية وحمايته وتكثيف الدورات التجريبية وتوفير سبل الراحة له لأن الحكم الفلسطيني كثيرا ما ينجر خلف رغبات وضغوطات الجماهير لأن اللاعب الفلسطيني يميل إلي الكسل والراحة وإضاعة الوقت وعدم فهم القوانين لأنه في كثير من الأحيان لا يطبقها الحكم وربما يقول قائل ما دخل أداء الحكم في مستوى اللاعب الفني والجواب بسيط جدا وهو أن كثرة توقف اللعب في ملاعبنا يحرم الفرق من تنفيذ أية خطة كالهجمات المرتدة وكذلك بدل أن يسدد اللاعب الكرة على المرمى يطيح بها خارج الملعب بحجة أن زميله مصاب وهكذا .. بعكس لاعبي الدول الأخرى الذين يعتمدون على السرعة ومواصلة اللعب مستفيدين من مبدأ اتاحة الفرصة الذى غالبا ما يكون إيجابيا .
تاسعا : الدخول في حوار جدي لتطبيق قانون الاحتراف على جميع الفرق في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكله الصحيح أو في قطاع غزة إذا اعتبرنا أن دوري المحترفين في الضفة الغربية نموذجا يحتذى به