المنشطات الرياضية خطر يداهم حياة اللاعبين
اطلس سبورت / حنان الريفي : لم استوعب ما قاله لي الطبيب عندما أبلغني بأني مصاب بالفشل الكلوي، وقع الصدمة أذهلني، لا أعرف ما أقول، وتفاجأت أن السبب الحقيقي، هو المنشطات التي تناولتها لمدة عامين، لكي أصبح رقم في اللعبة التي أمارسها .
يقول اللاعب س 27 عاماً : تعرفت على المنشطات من خلال صديقي الرياضي وهو محترف، حينما بدأت أمارس لعبتي المفضلة، نصحني بأن أخذ بعض المنشطات التي تقوى لدى المهارات، وتجعلني أقوى ولدي طاقة كبيرة وانتباه عالي.
وبعد فترة قصيرة بالفعل أصبحت محط أنظار مدربي ، ولكن ذلك لم يدم طويلاً ، فبعد عامين بدأت أشعر بالتعب الشديد، حاولت تناسي الموضوع إلي أن أغمي على في أحد المرات، ونقلت للمستشفى، وبعد فحوصات عديدة، اتضح أني مصاب بالفشل الكلوي بسبب المنشطات وابتعدت نهائيا عن اللعب في سرية تامة .
** المنشطات مخاطر كبيرة ومدمرة
لقد احتلت المنشطات في الوقت الحالي مجـالا واسعا محليا و عالميا بعد انتشارها بشكل كبير و خطير في بلدان العالم كافة و قد امتد ذاك إلى بلدنا فلسطين ، ويستخدم الكثير من الرياضيين في جميع الرياضات و رواد الأندية الرياضية المنشطات الرياضية لكي يزيد من قدراته الجسدية أو بناء كتلتهم العضلية في أقصر وقت ممكن، لكي يحصل على انجازات كبيرة بأسهل الطرق خاصة وأن الوصول إلى الأرقام العالمية يحتاج إلى جهد عال وقوة بدنية هائلة .
وبدأ بعض الرياضيين إلى تعاطي المنشطات، من اجل تحقيق أحلامهم ، متناسين المخاطر لهذه العقاقير أو المنشطات، والتي قد تكون سببا للوفاة في بعض الأحيان من جهة ، ومن جهة أخرى المسائلة القانونية والأخلاقية، والتي يعاقب عليها الاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية بحرمان اللاعب من ممارسة النشاط الرياضي ، وسحب اي انجاز قد قام بتحقيقه خلال فترة التعاطي.
فكثير من الرياضيين بدأوا استخدام المنشطات بناء على رأي أو نصيحة مقربين منهم وهم لا يعلمون بمخاطرها الحقيقية إلا بعد فوات الأوان.
** المنشطات الرياضية الكارثة رقم واحد في العالم الرياضي
يقول وائل عفانة مسئول المشاريع في اللجنة الأولمبية سابقا – مسئول لجنة اتحاد الشراع والتجديف حالياً : إن المنشطات محرمة دولياً لأنها تحفز الجسم بطريقة غير طبيعية لإعطاء أداء أعلى من الطبيعي أو الوضع العادي. وهذا يكون غير عادل بين اللاعبين، وتم تحريمها لان أثارها الجانبية مضرة جدا بالجسم قد تصل الى حد الموت ، والنتائج الرياضية لمتعاطي المنشطات تكون أفضل وهذا يعتبر غش و خداع ويتنافى مع القيم والأخلاق في المنافسة الرياضية الشريفة .
إلي جانب الإضرار الصحية لاستخدام جرعات دوائية أكثر من المسموح بها طبياً وسوء استخدام الدواء محدثاً حالات مرضية ومضاعفات كثيرة كذلك الأضرار الاجتماعية والنفسية مما يحدث علاقات غير متوازنة داخل المجتمع وعلاوة على ذلك تسبب الإضرار التربوية .
وبهدف المحافظة على المنافسة العادلة والشريفة بين اللاعبين، حرّمت اللجنة الأولمبية الدولية استخدام المنشّطات ، ومن يستخدمها يقع تحت طائلة فرض العقوبات والجزاءات التي تصل إلى حد إبعاد الرياضي نهائياً عن الملاعب وفق مادتها الأولي في الفقرة “7” من قانون اللجنة الاولمبية الدولية الذي يحذر من تناول المنشطات .
** إنعدام الفحوصات الطبية وتكلفتها المرتفعة جدا
من جهته الدكتور سليم رمضان نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لطب الرياضي قال : أن المنشطات بالمفهوم الرياضي هي مواد أو طرق تستخدم لزيادة القدرة في الأداء اصطناعيا ولها تأثير على الناحية البدنية والرياضية ، فمنها مواد يمنع منعا باتا من استخدامها أثناء المباريات وخارج المنافسات ، ويوجد نوع يمنع أثناء المنافسة وكل رياضة لها أنواع محظورات مثل المنبهات والمدرات وغيرها
ويؤكد أن منشطات محرمة وممنوعة دوليا وتتم العقوبة بما تقرره المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات، والعقوبات تزيد إذا تكرر استخدام المنشطات وصولاً إلي المنع من ممارسة اللعبة وسحب انجازاته ، فالعقوبات لا تقتصر على اللاعب وإنما على التاجر واللاعب وكل من يستخدم المنشطات ويروجها.
فالأضرار التي تسببها المنشطات نوعان، نوع سريع ونوع طويل المدي المباشرة ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وغيرها، اما بعيدة المدى تؤثر على القلب والكبد والخصوبة وخصوصا في السيدات الرياضيات .
وأشار ” د.رمضان ” ان هناك لاعبين مرضي يستخدموا الأدوية المحظورة طبيا ً، يتم التعامل معهم من خلال لجنة إعطاء الاذونات من خلال الكشف على اللاعب وإرفاق نوع الدواء إلي لجنة مكافحة المنشطات وإعطاءه إذن محدود لاستخدامه .
واعترف ” د.رمضان ” أنه لا يوجد لجنة متخصصة للكشف على المنشطات في الاتحاد الفلسطيني لطب الرياضي ، ولكن دورها يقتصر على توعية اللاعبين من المشاكل وأضرار المنشطات وسلبياتها ، فالمعني العملي لا يوجد معامل تكشف استخدام المنشطات، لان المختبرات المعتمدة لدي اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات قليلة في العالم العربي بسبب تكلفتها الباهظة جدا .
والسيطرة على استخدام المنشط يحتاج إلى عدد كبير من الأخصائيين المتدربين في هذا المجال لجمع و تسجيل و نقل العينات إلى المختبر و تحتاج إلى مجموعة كبيرة أخرى من الكيميائيين الأخصائيين للعمل في المختبر 24 سـاعة يوميا لمعرفة نتائج الفحوصات في اقرب فترة ممكنة بعد السباق.
** معلومات معدومة
وشدد ” د.سليم رمضان ” على أنه لا يوجد معلومات أكيد عن استخدام المنشطات لدي الرياضيين الفلسطينيين وحتى وإن اعتراف أي لاعب باستخدام المنشطات يجب أن يخضع للفحوصات ويتم الإثبات ، وإلا يكون كلامه غير صحيح ،ولا نستطيع أن نؤكد أو ننفي ذلك إلا من خلال الفحوصات اللازمة والمفقودة لدي الاتحاد الفلسطيني لطب الرياضي بسبب تكلفتها الباهظة .
ويمكن اكتشاف اللاعب المستخدم للمنشطات ، عندما يوضع اللاعب تحت دائرة المراقبة فيحق للجنة أن تضع أي لاعب تحت الكشف إما عشوائي أو اختياري ، فعند ملاحظة تغيير على اللاعب في قوة التحمل وأداء اللاعب، ويصبح هناك تساؤلات حوله، فمثلا عند رؤية لاعب يأخذ إبرة كالأنسولين أو قطرات الافيدرين للأنف أو مدرات البول التي تستخدم كمنشطات مثل اللازيكس ، ومادة الفونتلين ،أو تناول اللاعب أي حبة دواء دون أن يأخذ إذن الطبيب المرافق له حتي وان كان مريضاً، وإلا فهو يضع نفسه تحت المسؤولية ، وحذر من الدوافع التي تجعل الرياضيين يستخدمون المنشطات ، فيعتقد اللاعب مخطئ انه لن يتم اكتشاف المنشطات فلا يوجد استخدام ايجابي للمنشطات إطلاقاً.
** طرق العلاج
وشدد “د. رمضان ” أن الوقاية من تناول المنشطات أمر ضروري قبل يجد الرياضي نفسه مدمنا عليها حيث لا يمكنه التخلي عنها وأن طرق العلاج تتوقف حسب نوع المنشطات ، سواء كانت منشطات تابعة للمخدرات فإنه يصبح لديه إدمان أما المنشطات الأخرى لا يصبح مدمناً ، ويستطيع ان يتماثل للشفاء مع الوقت .
وهناك العديد من الطرق التي تغني اللاعب عن استخدام المنشطات ، من خلال العناية بالجسم بالطريقة الصحيحة دون اللجوء للمنشطات ودون تكلفة عالية ، وعدم تناول اللحوم بشكل يومي ، وإعادة بناء الطاقة التي استهلكت في التمارين من خلال الغذاء السليم من خلال كوب من العصير طبيعي يستعيد بها اللاعب طاقته المهدرة أو فنجان قهوة مع حبة شوكولاتة .
** الكشف الايجابي للمنشطات
ويضيف ” د.رمضان ” نحن في الطب الرياضي لا نستطيع اخذ إي عقوبة إلا عند الإثبات انه يستخدم منشطات ، ويكون ذلك عند مشاركته خارجيا ، ويجب حماية اللاعبين الرياضيين الفلسطينيين من الدعاية السوداء تجاههم .
ولكن هناك حالات لا مجال للشك بها تثبت تعاطي اللاعب للمنشطات ، فيكون الكشف ايجابياً حينما تثبت وجود المادة في جسم اللاعب ونتائج تحليله أو فضلاته أو صورته أو مشابهاتها في الدم، أو إذا رفض اللاعب المثول أمام الكشف، وإذا احدث مشكلة في العينة، أو تم تغيير العينة يكون موجب الكشف .
وحينما يثبت الكشف بالإيجاب تكون العقوبة غرامة مالية وسحب الميدالية التي حصل عليها، فالكثير من الأبطال سحبت الميداليات التي حصلوا عليها بعد اكتشافهم استخدام المنشطات في المسابقات وتم إيقاف اللاعب.
** دورنا توعوى فقط
وأوضح ” د.سليم رمضان ” انه منذ عام 1995 حتي الآن يحاول الاتحاد الفلسطيني للطب الرياضي أن يجد طريقة لتفعيل الطب الرياضي ، فقد بنينا مؤسسات علي الورق من ضمنها اللجنة الفلسطينية لمكافحة المنشطات، ولكن على ارض الواقع لا يحدث شيء جديد لوجود إشكاليات عديدة تؤخر العمل في ذلك ، فاللاعبين محتاجين إلي توعية في جميع الألعاب ، وخصوصا بعض الألعاب التي يوجد جذب للاستخدام المنشطات فيها أكثر من ألعاب أخري .
فنحن في الاتحاد الفلسطيني للطب الرياضي نعمل على توعية اللاعبين وتوضيح ما هي المنشطات ، وطرق الابتعاد عنها، من خلال إعطاء المحاضرات والورش ونشر الثقافة الرياضية السليمة بين الناس واللاعبين وعمل الإرشاد الصحي، ومراقبة اللاعبين ومعالجة اللاعبين وحمايتهم ،فاستخدام المنشطات خطر على المجتمع وعلى اللاعب نفسه .
فالرياضية هي سمعة ووطن وكل شي في المجتمع على اللاعب فهم هذه الكلمات، وهذا ما نفعله في اتحاد الطب الرياضي .
ونوه أنه للأسف المشاركة في الورشات الخارجية ضعيفة جدا من قطاع غزة بسبب الاحتلال وتعنته بإصدار التصاريح اللازمة .
** للإعلام دور هام
ويشير اشرف مطر محرر رياضي في جريدة الأيام : بأن الإعلام الرياضي يفترض أن يلعب دورا هاما في إبراز هذه الظاهرة الخطرة التي بدأت تنتشر.
و لكن بالأساس يجب أن يكون هنالك توعية و ورشات عمل بهذا الخصوص، من جهات الاختصاص، سواء اللجنة الأولمبية أو اتحاد الكرة أو باقي الاتحادات الرياضية ، فهي الجهات التي تتعامل مع الاتحادات الدولية والتي ترسل لها باستمرار كل ما هو جديد عن المحظورات، لذلك يفترض باستمرار ان تعمل اللجنة الأولمبية والاتحادات إلى عقد لقاءات مع المسئولين عن الأندية، لإعطائهم كل ما هو جديد فيما يتعلق بالمنشطات.
ويضيف مطر انه حسب علمي بأن اللجنة الأولمبية بادرت بعمل ورشات من خلال بطولات طوكيو الأخيرة، لكن ذلك لا يكفي فلا بد أن تعقد دورات دورية أكثر تخصصاً ، ولابد أن تصدر بروشورات تطلع الأندية واللاعبين على كل ما هو جديد حول المنشطات وخطورة استخدامها.
ويؤكد مطر مرة أخري أن الإعلام الرياضي هو جزء مهم وأصيل، ولابد أن يأخذ دوره، وأن يسلط الضوء على تلك الظاهرة، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجه الإعلام تكمن في قلة المعلومات وغياب المصادر، وعدم دراية الجهات المعنية بضرورة دق جدران الخزان حول هذه الظاهرة الخطيرة.
** المنشطات الرياضية خطر يداهم حياة اللاعبين
المدرب عماد هاشم مدرب المنتخب الوطني لكرة الشاطئية أضاف : أن اللاعبين يكونوا واهمين حينما يشعروا بأن المنشطات والعقاقير تُحسن من الأداء ومن قدراتهم البدنية ، فقد يبدو لبعض الرياضيين تحقيق مكاسب بدنية من هذه العقاقير، لان فترة صلاحية العقار تنتهي بمجرد انتهاء فعاليته داخل الجسم مما يجعل اللاعب يتناول جرعات أكثر ، وهنا تظهر الخطورة وتنكشف سريعا في المسابقات والبطولات الدولية وخصوصا لو وقع الاختيار عليه لإجراء الكشف الطبي لتناول المنشطات والتي لا مفر منها .
ويكمل : أن العلامات التي تدل على أن اللاعب يتعاطي المنشطات الرياضية كثيرة وتظهر سريعا عليه ، فهو يصبح ذو قدرة تحمل كبيرة وأداء عالي مقارنة مع فترة الزمنية في التدريب ، إلي جانب تقلب مستواه البدني، واليقظة، وتقلل الشهية، وتزيد الحركة، وقيامه بواجباته داخل الملعب من فترة إلي أخري، وتقلل من الشعور بالتعب المرتبط بالتدريب والشد العضلي الملازم لتعاطيه المنشطات، مما يحسن من قدرة الجسم على التدريب والتنافس إلى أعلى المستويات .
فيجب علينا كمدربين توعية اللاعبين باستمرار، من مخاطر المنشطات رغم عم اعتراف متناوليها بأضرارها ، إلا أننا دائما نذكرهم ونعطيهم أمثلة حية على خطورة تناولها ونذكر لهم اللاعبين العالمين سابقا وحالياً ممن سُحبت الميداليات منهم والجوائز أو حتي الموت المفاجئ لهم .
** إمكانيات معدومة
ويشير محمد العمصي اﻻمين العام المساعد للجنة اﻻولمبية الفلسطينية : انه للأسف لا يوجد لدي الاتحادات الفلسطينية المختبرات والإمكانيات والأجهزة التي تكشف تعاطي اللاعبين للمنشطات ، لتكلفتها الكبيرة التي لا تستطيع الاتحادات توفيرها ، ولا تتوفر آليات ولجان للكشف عن استخدام المنشطات في أجسام اللاعبين، ولكن الفحوصات تجرى فقط للاعبين المشاركين خارجيا أخذ عينات منهم من قبل اللجان المنظمة .
ويؤكد العمصي : أنه في حال ثبت تعاطي أي لاعب للمنشطات ، تفرض اللجنة المنظمة للحدث الرياضي الخارجي عقوبات تصل للإيقاف لعدة سنوات، وهو الإجراء المتبع من قبل اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية الفلسطينية أيضا في البطولات المحلية في حال ثبت ذلك .
** المنشطات الطريق إلي الهاوية
وتضيف الدكتور غادة بن سعيد أخصائية نفسية : أن استخدام الرياضي للعقاقير المنشطة والمخدرة المحظورة رياضياً تحدث اضطرابا نفسياً وعصبياً، يظهر في حالة عدم اتزان انفعالي بفعل تأثير المنشطات والتي بدأ يصاحبها الكثير من المشاكل تحت مسمي التحرر الثقافي .
و تكمل بن سعيد: قبل التحدث عن الأضرار الجسمية والنفسية لابد من التطرق إلي أهم أنواع المنشطات المحظورة وعلي أهمها Blood Doping ومنشط الستيرويدات البنائية، والتي تعمل علي بناء عضلات الجسم بشكل مفرط وزيادة كتلة الجسم ، بالإضافة إلي منشطات التركيز الذهني (Beta Biockers) ومنشط (Stimulants) ويعمل علي زيادة الاستثارة العصبية والجنسية ، هرمونات النمو التي تبني أعضاء من الجسم بشكل سريع وغير طبيعي .
وتشير بن سعيد إلي أن الأضرار الجسمية والنفسية للرياضيين تظهر من خلال مظهرهم الغير متناسق لشكل الجسم وبروز الصدر لدي الرجال ، وارتفاع الكولسترول في الدم ، والعدوانية والعصبية الشديدة علي اقل موقف، وتقلب المزاج وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز، وتقلب الانفعالات من حيث شدتها وسببها، إلي جانب محاولة إذاء النفس والآخرين بشكل متكرر ، وأخطرها ضمور الخصيتين وقلة إنتاج الحيوان المنوي والعقم في بعض الحالات ، وقد تحدث بعض الإصابة بالأمراض السرطانية .
وتكمل : أن الاضطرابات النفسية عند متعاطي المنشطات الرياضية وتأثيرها علي الجهاز العصبي المركزي فتحدث العديد من المشكلات النفسية كالشعور بالتعب والإرهاق وضيق بالتنفس يصاحبه شعور بالإغماء، وزيادة ضربات القلب وزيادة غير طبيعة في معدل ضربات القلب ، الي جانب خلل الهرمونات واضطرابات التكوين العام للجسم ، الشعور بالثورة والعصبية والتهيج والتشويش العقلي ، بالإضافة إلي الشعور بالكآبة ومحاولة الانتحار .
والعديد من الدراسات أوضحت التأثير الفسيولوجي للعقاقير المنبهة على اللياقة البدنية، حيث اتفقت الدراسات التي تناولت المنشطات الرياضية ، من الضروري وضع حد لهذه السموم التي تسبب آثار نفسية وجسمية خطيرة على صحة اللاعب ، وأوضحت بعض الدراسات إن الكشف عن تعاطي الرياضيين للمنشطات من الصعـوبة لأنها تحتاج إلى جهد مكثف ومنظم وأجهزة معقدة وأخصائيين متمرسين في هذا المجال وأن الوقاية من تناول المنشطات أمر ضروري قبل يجد الرياضي نفسه مدمنا عليها حيث لا يمكنه التخلي عنها.
** بدائل طبيعية ومفيدة
سماح وادي أخصائية التغذية تقول : إن اللاعبين من وجهة نظر تغذوية مقسمون الي ثلاث أنماط ، فالنمط الأول يعتمد على الكربوهيدرات أولا ثم البروتينات ، والنمط الثاني من يعتمد على البروتينات بشكل رئيسي مُستندا أنها المسئولة على بناء العضلة، والنمط الأخير من اللاعبين من يعتمد على المكملات الغذائية الرياضية مع أو بدون المنشطات الهرمونية.
ولكن وللأسف جميع هذه الأنماط هي من المعتقدات الخاطئة التي تغزو أفكار أغلب الرياضيين، فالقضية ليست بحاجة إلى تقسيم لأنها تكاملية، فالرياضي يحتاج إلي جميع العناصر الغذائية وبنسب مختلفة ومتفاوتة من كل مجموعة غذائية، وحسب الفئة العمرية، ونوعية التمرين الرياضي والأهم هو هدف الالتحاق بالنادي هل لمجرد لياقة أم للمشاركة في مسابقات وبطولات.
كما أنه يجب أن يحتوي غذاء اللاعب على الدهون ولكن الدهون الغير مشبعة كالأسماك والتونة والسردين والأفوكادو والمكسرات النيئة وغيرها.
وتضيف وادي : إننا لا نتكلم عن بدائل بل نصائح ، بالالتزام بالنظام الغذائي الخاص للرياضيين ، فإذا كان استخدام المنشّطات محظوراً ويؤدي إلى الاستبعاد النهائي للاعب، فهناك بدائل كثيرة قادرة على منح اللاعب الرياضي الكفاءة المطلوبة من خلال التغذية السليمة، واستعادة قدرته على أداء التمارين في الفترة الفاصلة ما بين مباريات وأخرى، إضافة إلى التقليل من حدوث تلف في العضلات والإحساس بالألم أو الإجهاد المزمن الناتج عن التمرين أو اللعب.
** الاحتياجات الغذائية للرياضيين
وتوضح وادي من المهم إعطاء الرياضي ما يحتاجه من ملح الطعام مع الأطعمة قبل المباراة أو التمرين بثلاث ساعات على الأقل وذلك للمحافظة على التوازن المائي وتوازن الأملاح في جسمه.
يوصي المختصون بأن تكون وجبة الرياضي قبل التمرين أو اللعب الرئيسي، خفيفة، حيث تتوقف الكمية على وزن الرياضي وطوله ونوعية اللعبة الرياضية وهذا يحدده اختصاصي التغذية المرافق للفريق.
يجب أن تكون الوجبة سهلة الهضم وتحتوي على نسبة عالية من السوائل لعدم الشعور بالجوع أو الإرهاق طوال فترة التمرين.
** أشهر المنشطات الطبيعية
وتؤكد أخصائية التغذية وادي ، أن المنشطات الطبيعية هي مواد طبيعية لها قدرة على تنبيه الجهاز العصبي للمخ، وتؤدى إلى تبسيط في عضلات التنفس ، كأوراق الكوكا والشاي والقهوة والتي يحذر من استخدمها بكميات كبيرة.
إلي جانب لبن الإبل واللحوم ،حيث لجأ أخصائي الأغذية للمنتخب الألماني في كاس العالم1990 ،وضع اللحوم “بطريقة الشوى” في وجبة الفريق مما أثار اندهاش العاملين في المطابخ وقتها نظرا لأن معظم الفرق قد منعتها اعتقاداً منها بالمخاطر التي قد تسببه ، ولكن المنتخب الايطالي ظهر بحالة بدنية عالية جدا أذهلت الجميع وحصلوا علي لقب كاس العالم بفوزهم علي الأرجنتين في المباراة النهائية ، الي جانب الموز الذي يتناوله لاعبي التنس في المباريات بكثرة لاعطاءهم الطاقة .