بائع خضار يتوقع بطل الممتازة والأولى بدوري غزة

غزة- عزیز الكحلوت ١١/٢/٢٠١٥

ذھبت إلى السوق واعتدت المرور على بائع خضرة یدعى احمد الطناني (أبو ممدوح) وإلقاء التحیة علیھ

لیرد علي التحیة ”ھلا یا عزیزي“

الطناني من المولعین بكرة القدم الغزیة رغم المعاناة التي یعانیھا جراء اسر قوات الاحتلال ابنھ و كده

الیومي لكسب الرزق من بیع الخضار.

كنت أحاول انتقاء الخضار المكتوبة لي في الورقة التي كتبتھا لي زوجتي فبدأ بسؤالي عن الدوري و كأنھ

كان یرید فتح باب النقاش عن دوري الممتازة و الأولى و مستوى الفرق فیھما فكان سؤالھ الأول ماذا فعلت

بیت لاھیا في آخر مباراة لھا أجبتھ بأنھا خسرت المباراة فابتسم ابتسامة رقیقة قائلا أضاعوا الصدارة

ببساطة و ”ھیك شباب جبالیا المتصدر“..قلت لھ نعم فأردف قائلا و غزة الریاضي متصدر أیضا لفترة

الشتاء بعد فوزه على الشاطئ قلت لھ اجل ، نظر إليً قائلا ألا ترى فیھا مفارقة عجیبة فسألتھ و ما العجیب

في الأمر أجابني أولا شباب جبالیا بدأ مباریاتھ بتعادل و فوز ثم خسارتین في دوري الدرجة الأولى و كذلك

غزة الریاضي في الممتازة خسر الأولى و الثانیة و فاز الثالثة و تم تغییر المدرب عماد ھاشم یترك جبالیا

و یقود غزة و خالد أبو كویك یستقیل من شباب رفح و یقود جبالیا و كلاھما قاد فریقھ لصدارة الشتاء، إذا ً

ھي مفارقة فعلا.

حاولت أن استدرج بائع الخضرة و أسالھ أكثر لما یلمھ من معلومات و متابعة لدوري الممتاز و الأولى

سائلا إیاه و من تتوقع أن یتوج بالبطولة فیھما أجاب آن الفریق الذي یتدرج من الأسوأ إلى الأفضل یعني

ھو الذي یتصدر و ھذا ما حدث مع شباب رفح الموسم الماضي فغزة بطل الدوري في الممتاز و شباب

جبالیا البطل في الأولى……..یا عزیزي

متابعة الطناني و حرصھ الشدید على مثل ھذه الحسابات تنم عن مدي حب أھل غزة لكرة القدم برغم

المعاناة التي یعیشھا الغزیین من حروب و حصار و ألم فالفلسطینیین كباقي البشر من حقھم أن یعشوا بأمن

و سلام ، فھذا مثال حي لبائع الخضرة احمد الطناني الذي یعاني الأمرین في كسب قوتھ الیومي و مع ذلك

یجد لنفسھ متسعا من الوقت للذھاب إلى المدرجات لیشاھد مباراة لكرة القدم تنسیھ آلام الحیاة و تجعلھ یبدأ

یومھ التالي و في جعبتھ بعض الحسابات لمتصدر الدوري في الممتاز و الأولى فھل تنجح توقعاتھ لغزة

الریاضي و شباب جبالیا أم ھنالك فرصة جدیدة یسمح لھ فیھا القدر لحیاة أطول بعیدا عن شظایا صاروخ

أو رصاصة احتلال إسرائیلي لیتوقع بطلا جدیدا في عام جدید.

تعليقات (0)

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق