بداية الانهيار.. إهانة الحكام
غزة/ أحمد حسونة
كرة القدم هي اللّعبة الرياضيّة الشعبيّة الأولى في العالم، سحرت عقول أكثر من مليار مُتابع حول العالم، فهي الرّياضة الأكثر انتشاراً على الرّغم من الاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة بين دول العالم لما لها من تأثيرات نفسيّة واجتماعيّة وسياسيّة كبيرة جدّاً على الفرد والمُجتمع.
تحتوي كرة القدم على كثير من القوانين التي تضمن جمالية اللعبة وشغفها الكبير وتحتاج لقضاة “الحكام” العنصر الأهم في المنظومة من أجل ارساء العدالة داخل المستطيل الاخضر لحماية اللاعبين من جحيم المنافسات على الرغم من الاخطاء الواقعة التي لا تؤثر على سير اللقاء إلا في البعض منها, لأنهم بشر معرضين لمثل تلك الاخطاء والكل مستفيد من نار وجنة قراراتهم الخاطئة.
الحكام ورغم العمل الكبير والجهد إلا أنهم الحلقة الأضعف لجماهير كرة القدم وشماعة الهزائم لفرقهم فتنهال الإهانات والسباب في ظاهرة منافية للمجتمع الفلسطيني واثارة حفيظة واستياء أصحاب الشأن في مجال التحكيم.
غباء ثقافي
إبراهيم أبو العيش أمين سر لجنة الحكام باتحاد كرة القدم عبر عن استياءه وأسفه حول ما يسمع من هتافات على المدرجات الملاعب من قبل أصحاب الغباء الثقافي المنافية لثقافة شعبنا وأخلاقه وخاصة ما يتلفظوا به من كلمات اتجاه الحكام .
أبو العيش تحدث عن أخطاء الحكام خلال المباراة معتبرها من الواقع وغير مقصودة وغير مؤثرة على نتائج المباريات, والتعديلات التي أجريت في قانون اللعبة أوقعت كثير من اللاعبين بها والحكام يعملون على قدر كبير من تطبيقها, لذا يعتبر البعض أن الحكم أخطأ لعدم إدراكه وفهمه لتلك التعديلات.
بعيداً عن مبررات لجنة الحكام رغم الضغط العصبي الواقع على كاهلهم من جحيم هتاف الجماهير داخل أرضية الملعب وكيل الشتائم عليهم بحق أغلى البشر لديهم إلا أنهم يعملوا جاهدين على خروج المباريات إلي بر الامان وترسيغ قوانين اللعبة وانصاف الفرق إلا أن قرارتهم تصطدم بغباء الجالسين على المدرجات.
فشل المدربين
يري محمد الشيخ خليل الحكم المساعد السابق أن الأخطاء التحكيمية تبقى جزء من لعبة كرة القدم فمنها لا يؤثر على سير وأحداث المباراة ، وهناك بعض الهفوات لا تظهر إلا عبر شاشات الفيديو ومن زاوية واحدة فقط وأحيانا لا يمكن تفسيرها بالشكل السليم, مشيراً إلي أن الحكم بشر يخطئ ويصيب, فلماذا يلجأ الجميع إلي إلقاء السبب الرئيسي في الخطأ للحكام رغم أن لعبة كرة القدم مليئة بأخطاء اللاعبين والمدربين ليكون الضحية الحكم فتنهال عليه الشتائم الصادرة من جماهير لا تدرك معنى ثقافة وروح كرة القدم.
إذاً فالحكام شماعة الاخطاء التي تعلق عليها فشل قراءة المدراء الفنيين للمباراة و تذبذب مستوى الفرق وهزائمهم بالبطولات الرسمية, لا يجدون كلمات وردية تقال في حقهم من قبل أصحاب الغباء الثقافي المتواجدين على مدرجات الملعب التي لا تلفظ أفواههم سوى السباب لأحباب قلوبهم التي لا يرضي عنها الدين ولا العرف المجتمعي ويتحاملون على أنفسهم لمواصلة موهبة نقشت داخل إبطي قلوبهم ومزاولة مهنة صعبة غير محببة من الرياضيين للانضمام لها, رغم أنها تحظى بالاحترام دوليا والانزعاج من قراراتهم يعبر عنه بصور حضارية كصافرات الاستهجان أو رفع المناديل البيضاء دون قذف لأهاليهم.
رغم قسوة الظروف
براءة أبو عيشة الحكم الدولي من المحافظات الشمالية يؤكد على أن مهنة التحكيم عمل وطني بامتياز, وممارسة هذه المهنة رغم قسوة الظروف الا أن الابداع والتميز حاضر حينما نتغلب عليها رغم كم التحديات الكبيرة ونقص الإمكانيات وعدم وجود الحكم لا تكتمل أضلاع مثلث كرة القدم.
يعتبر أبو عيشة الهجوم على الحكم في بعض المباريات لهو نقص في الثقافة الأخلاقية والدينية و محاولة فاشلة لتعليق الأخطاء والاخفاق على شماعة الحكم، رغم أن الأخطاء التحكيمية التي يقع بها الحكم لا تؤثر بالمطلق على مجريات المباراة, منوهاً الى أنه إن وجد خطأ مؤثر فعلى الجميع أن يستوعب بأن الحكم بشر يخطئ ويصيب، ويجب العمل على تعزيز الثقافة الكروية لدى الجميع والابتعاد عن مهاجمة الحكام, موجهاً التحية لكافة الزملاء الحكام في شطري الوطن على رباطة جأشهم وتمسكهم بهذه المهنة العظيمة رغم المنغصات وبعض الشتائم المشينة في بعض المباريات والتي لا تليق بشعبنا الفلسطيني العظيم .
ليسوا قدوة ..!
وأخيراُ.., يجب على الجميع أن يقدم المساندة المعنوية للحكام والاعتراض على قرارتهم يجب أن تتم بصورة مماثلة كما يعمل الغرب الذين اصبحوا القدوة لنا في تعاليم الاخلاق على الرغم أن ديننا الإسلامي من علمهم ذلك والابتعاد عن شتم آبائهم خلال المباريات واستخدام ألفاظ مشينة بحقهم, إلا أنهم برغم جرح المشاعر والتعالي عليها رغم قسوتها وعلقم مرها يواصلون العمل لإنجاح البطولات الرسمية والتركيز بالملعب ونسيان المحيط الخارجي لبناء رياضة فلسطينية قوية بصافرات حكامها.