تداعيات تصنيف الفيفا بين نجاحات فلسطينية وتراجع إسرائيلي

تداعيات تصنيف الفيفا بين نجاحات فلسطينية وتراجع إسرائيلي

تداعيات تصنيف الفيفا بين نجاحات فلسطينية وتراجع إسرائيلي
صورة تعدلُ ألف كلمة، وأجوبة نطرحها لتساؤلات الإعلام الإسرائيلي
أحمد العلي
ساد في الشارع الرياضي “الإسرائيلي”، ومن خلال وسائل إعلامه، نظرة سوداوية، لواقع كرة القدم لديهم التي تعاني من انتكاسات وتراجع، أمام نجاحات كرة القدم الفلسطينية، وبغض النظر عن أهمية التصنيف الشهري لاتحاد كرة القدم الدولي فيفا، فهنا نستعرض بعض ما ورد في إعلام الاحتلال من تساؤلات ونطرح الإجابة عليها.
حالة من الإفلاس لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي بكل مكوناته، لدرجة تفكير صحفي إسرائيلي اسمه عمير بيليغ، وفي قراءة له بقسم الرياضة في صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية الصادرة الأحد 19 من تشرين الأول، الطلب من عوفر عيني رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، التقدّم بشكوى للفيفا لطرد فلسطين، ومُبرّره أنّ عدداً من موظفّي الاتحاد الفلسطيني كانوا أسرى سابقين في سجون الاحتلال، وبلا شك على رأسهم رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب الذي قضى 20 عاماً تقريباً فيها.
وهي إشارة مبطّنة أنّنا دعاة إرهاب، وهي أصلاً البروباغاندا التي يعتاش عليها الاحتلال الإسرائيلي منذ تجمّعه فوق أرض فلسطين، ولكن هناك مقول استنكارية مشهورة في فلسطين حول طبيعة شعور الألم نتيجة وجود الاحتلال الإسرائيلي تقول: “هل هناك منزل فلسطيني ليس فيه جريحاً أو أسيراً أو شهيدا” !!.
بالعودة إلى القراءة التي قدّمها الصحفي الإسرائيلي وترجمها الزميل محمد أبو علّان المختص بالشأن الإسرائيلي، إذ نجحت دائرة التحرير في صحيفة يدعوت أحرنوت باختيار صورة أقل ما يُقال أنّها فعلاً تعدل ألف كلمة، وتظهر الصورة عملية دمج بين صورة للاعب ومدرب الكيان الصهيوني ومقابلهما صورة تجمع قائد منتخب فلسطين عبداللطيف البهداري وعبدالله جابر وكأنهما يسخران من “الإسرائيليّين”، والمفارقة أنّ البهداري من قطاع غزة، هذا القطاع الذي لا يوفّر الاحتلال جهداً في القضاء عليه وخنقه وإعتداءاته التي شنّها في السنوات القليلة الماضية، أكبر دليل على ذلك، أما عبدالله جابر فهو ابن مدينة الطيبة في الداخل الفلسطيني، ما يسمّى بالخط الأخضر، ضمن ما يعتقده الاحتلال أنها دولة لكيانه، إلا أنّ عبدالله جابر أكّد أنّ كل سنوات التجهيل ومحاولات الدمج، لم تمنعه من العودة لأصوله الحقيقية في تمثيل منتخب بلده، وما عليك عزيزي القارئ إلا أن تتابع حرص عائلته وتحديداً الوالد نبيل جابر، الذي لا يوفّر جهداً في متابعة ابنه وملاحقته في كل مباراة له دعماً وتشجيعاً.
في ذات القراءة، يتساءل الصحفي الإسرائيلي بيليغ، ماذا يوجد لدى الفلسطينيين غير موجود لدينا أي “في الكيان الصهيوني” ؟
أجيبه: لدينا مئات الحواجز الإسرائيلية التي تقطّع المدن الفلسطينية عن بعضها، لدينا آلاف من الجرحى والأسرى والشهداء، ولدينا الآلاف من قطعان المستوطنين، الذين لا يتوانون عن سرقة أراضينا وثرواتنا بشكل يومي بحماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي، كما لدينا قنابل غاز مسيل للدموع تُقذف من بنادق جنودكم تجاه جماهيرنا ولاعبينا داخل الملاعب، لذلك عزيزي الصحفي وإن كنت لست عزيزي، فهذا ما يقودنا لاستنتاجك الحقيقي والصحيح، بأننا كفلسطينيين فعلاً نمتلك الروح، هذه الروح، هي روح الانتماء لأرض فلسطين، التي نؤمن بأحقيتنا فيها، لذلك نعمل بكل جهد لبنائها ونجاحها حتى لو من خلال منتخب كرة القدم، رغم ضعف الإمكانيات.
وفي تقرير تلفزيوني ترجمه الزميل أبو علّان أيضاً، استعرض من خلاله الصحفي الإسرائيلي أوري ليفي، عدة معلومات عن الكرة الفلسطينية، وأظهر معرفة ومتابعة واضحة من خلال الحديث عن تفاصيل دقيقة، مثل ذكر اسم أشرف نعمان صاحب الهدف الأغلى في المالديف المؤهل لأمم آسيا 2015 حينها، كما تحدّث عن تجربته الاحترافية في الأردن والسعودية، وأشار بذات الوقت إلى كونه من قرية صغيرة اسمها واد النّيص بالقرب من مستوطنة إفرات.
كما استذكر سامح مراعبة لاعب أهلي الخليل، واصفاً إياه بالمشهور والبارز ويلعب في أهلي الخليل، معرّجاً على قصته المهمّة، باعتباره كان أسير لدى جهاز الشاباك لمدة تسعة شهور تقريباً، وفي ذات الوقت استذكر اللاعب عبدالله جابر معتبراً إياه خسارة “لمنتخب إسرائيل” كونه يمتلك إمكانيات مميزة.
ويختم الصحفي أوري ليفي حديثه، بقوله: “إن أجرينا حالياً مباراة بين منتخبي فلسطين وإسرائيل، في الرام أو في دورا، لا أستبعد أن يكون الفوز للمنتخب الفلسطيني”، وهنا نقول له: “بغض النظر عن الفوز أو الخسارة، فاللعب معكم بعيدة عن أسنانك”.
أخيراً، ما الذي نفهمه من هذا الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي غير المسبوق ؟!، وما المطلوب من الفلسطيني تجاه ذلك ؟، فبغض النظر عن أهداف الإعلام الإسرائيلي الظاهرة والخفية، الإيجابية منها أو السلبية تجاهنا، فعلينا كفلسطينيين أن نستمر بجهدنا واجتهادنا في بناء رياضتنا، واستغلال هذه الحالة الآنيّة، في سبيل الضغط بشكل أكبر على الاحتلال وممارساته والتضييق عليه، مستغلين كل المنابر الرياضية عربياً وقارّياً وعالمياً.

تعليقات (0)

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق