تغطية رياضية تنقذ رضيعة من الموت
أطلس سبورت- عزیز الكحلوت 22دیسمبر ٢٠١٤
كنت على موعد مع مباراة بیت لاھیا و شباب جبالیا في الجولة الخامسة من دوري الدرجة الأولى على
ملعب بیت لاھیا شمال قطاع غزة لا أخفیكم سرا أنني أصبحت بلا وسیلة مواصلات بعد أن سرقت
دراجتي الناریة بفرمان لیلي أصدره احد متعاطي الترامال كي یوفر لنفسھ جرعات مستقبلیة تقیھ قسوة
الأسعار ، انصحھ أن یمارس الریاضة ربما تصفي ذھنھ و تعید لھ رشده و یعید لي دراجتي الناریة ، أقول
في نفسي ربما شاء القدر في ھذه السرقة كي اضطر لأركب یوم المباراة في سیارة أجرة لیأخذني السائق
إلى بیت لاھیا و ھناك على الدوار الغربي من مدینة الفراولة أشارت فتاة في العشرینیات من عمرھا لسائق
السیارة التي استقلھا تقول لھ “ على مستشفى كمال عدوان و كان صوتھا ممزوج ببكاء فقال لھا السائق
لیست طریقي فاستنجدت الفتاة و قالت إن ابنتي في حالة تشنج ”الحقوني“ ركبت الفتاة و نزل من في
السیارة إلا أنا فقال لي السائق ھل سترافقنا قلت لھ نعم و ذلك لأنني شعرت أن الأم في حالة ھستیریة و
تمسك رضیعتھا بطریقة خاطئة ، تحرك السائق بنا فأخذت الطفلة من أمھا و قلت لھا لا علیك اھدئي و
سیكون كل شئ على ما یرام إن شاء الله بدأت في إجراء إسعافات أولیة لتلك الرضیعة الأمر الذي جعلھا
تتقیأ و تبدأ بالتنفس و تنظر حولھا أعطیت الرضیعة لامھا و قلت لھا انظري ھا ھي بخیر لا تخافي علیھا
إن شاء الله ستكون على أحسن حال وصلنا إلى المستشفى فنزلت الأم تركض إلى قسم الأطفال و رجع بي
السائق إلى ملعب بیت لاھیا.
بعدما انتھت المباراة بفوز بیت لاھیا على شباب جبالیا عدت أدراجي إلى البیت لكنني في مساء المباراة و
بعد لقاء جمعني بزملاء إعلامیین أجریت بعض التحریات عن تلك الرضیعة فوجدتھم قد حولوھا إلى
العنایة في مستشفى النصر للأطفال حیث قال لي الحكیم المناوب ھناك أن عملیة التنفس الاصطناعي التي
أجریت للرضیعة المصابة بتسمم في الدم ساعدتھا على المكوث مدة أطول على قید الحیاة حتى تم عمل
اللازم لھا من الطاقم الطبي و تحویلھا إلى مستشفى الأطفال.
شاء القدر أن ت ُسرق دراجتي الناریة،اذھب لتغطیة مباراة و استقل سیارة أجرة ، نسیر في طریق معاكس
لخط السیر الصحیح كي أنقذ طفلة كادت أن تموت بین یدي أمھا لولا عنایة الله.