خاص/ غياب الفرق النسوية في غزة ما بين الرفض ووجود الداعم
غزة _ أطلس سبورت _ نعمة بصلة
كثيرات هنّ الفتيات اللواتي يحملن في جعبتهنّ العديد من الأحلام التي يرغبنّ تحقيقها مهما طال الزمان واختلف المكان.
فلاعبات المحافظات الجنوبية يمتلكن مهارات تؤهلهن لتمثيل وطنهن في المحافل الاقليمية والدولية، لكن تقف بعض المعيقات أمامهنّ كونهنّ يقطنّ في قطاع غزة المحافظ والمحاصر، فتوقفت أحلامهن حائرة، لا تستطيع التحليق أو الخروج عن المألوف، لأنها ضحية الانقسام وسجينة العادات والتقاليد.
ولمعرفة الأسباب التي تجعل اللاعبات الفلسطينيات في غزة لا يستطعن تحقيق أحلامهن ولا الإبحار لتحقيق طموحهن، حاورت مراسلة، “أطلس سبورت” بعضهنّ في التقرير التالي:
تقول: إيمان المغير” لاعبة كرة بيسبول ومدربة ألعاب القوى(24 عاما)، إن الرياضة جعلتني اتمتع بصحة بدنية سليمة، وأحظى بلياقة عالية، وأحصل على جسم رشيق وهذا هو سر حبي لها.
بينما أوضحت” ريم عبيد” مدربة كرة القدم ومدربة اللياقة البدنية منشطة في النادي الأهلي بغزة ريم أبو عبيد (22عاما)، إن مهنة التدريب ممتعة جدا رغم التعب الموجود فيها.
الصعوبات التي تواجه الرياضيات
وبينت” المغير” أن هناك صعوبات تقف أمام تحقيق حلمها، وأهمها العادات والتقاليد، وكذلك قلة الثقافة الرياضية عند الأهالي الذين يرفضون فكرة ممارسة الفتاة للرياضة.
وتضيف، عدم اهتمام المسؤولين بإنشاء مباريات ومسابقات للفتيات، وتكثيف كل اهتمامهم باللاعبين الذكور، وهذا نشأ بعد الانقسام الذي اثر على مختلف مناحي الحياة.
بينما رأت ” أبو عبيد” أن المجتمع بدأ يتقبل فكرة وجود المرأة في الوسط الرياضي، ولكن بارتداء ما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع الغزي.
المطالبة بفرق رياضية
وطالبت كلتاهما، المسؤولين بضرورة الاهتمام برياضة المرأة، وتشجيعها واشراكها في كافة المجالات الرياضية التي ترغب بها، وتوفير أماكن مخصصة للرياضة النسوية .
اختلاف أراء الأهل
بدوره، بينّ جهاد أحمد (36) عاما أحد أولياء الامور ، أنه لا مانع من ممارسة الفتاة للعب الرياضات بشتى اشكالها وخاصة كرة القدم، إن كان في إطار الآداب العامة ولا يخدش للحياء، منوها أنه سيكون الامر سليما ان كان مراقبا من قبل الأهل.
وفي نفس السياق، قالت أم أحمد حسن، نحن في مجتمع غزي تحكمه للعادات والتقاليد، ولا يمكن أن أجعل إحدى فتياتي تمارس الرياضة باختلافها بمجتمع يعلوه القيل والقال.
وللمسؤولين كلمة
وبدوره أوضح الأستاذ “عبد السلام هنية” العضو الأعلى لمجلس الشباب والرياضة، قطاع غزة شعب محافظ ، والنساء يمارسن الرياضة بالأماكن المغلقة، مبينا أنها تمارس تحت النشاطات التي تقيمها وزارة التربية والتعليم في المدارس أو الأندية التي تمتلك الصالات المغطاة.
وأضاف أن النساء الرياضات تمارس نشاطاتها في مجالات عدة من الرياضة مثل كرة الطائرة والتنس والعاب الشطرنج وكرة السلة، وألعاب القوى.
وبين أن هناك جهات خاصة تدعم الفرق النسوية من توفير اللبس المحتشم الرسمي الذي يمثل الفتاة المحافظة التي تمثل المحافظات الجنوبية.
وطالب اللاعبات التي يمتلكن المهارات والأحلام الرياضية بالمحافظة على التقاليد والرقي برياضتنا بما هو متاح ومعروف، متمنيا لهم تحقيق لهم طموحاتهن.
وفي ذات السياق، كشف عضو لجنة اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة الحكام المركزية “اسماعيل مطر”، أن الحياة التي تعرض لها الشعب في قطاع غزة هو السبب في عدم وجود فرق نسائية، موضحاً أنه في بداية العام الـ2000 كان يوجد فريق نسوي في كرة القدم من قطاع غزة مثّل فلسطين في المحافل الدولية والعربية.
وشدد على أنه لا فرق بين الفتاة والشاب في ممارسة مواهبهم الخاصة داخل مجتمعهم، منوها إلى ان العادات والتقاليد ليس العامل الأول بقدر منع المسؤولين تكوين فرق نسوية ذات فئة عمرية كبيرة.
وأكد على أن هناك فتيات قادرات على تمثيل فلسطين في المحافل الدولية والعربية، وفقط ما ينقصها عامل الدعم والمعنوي والمادي داخل القطاع.
مازالت أحلام الفتيات الرياضيات الغزيات، تارة على أرض الواقع وتارة أخرى في الخيال،، فهل ستكون الأيام القادمة لصالحهنّ بتحقيق أحلامهنّ أم ستكون لها كلمة أخرى؟؟