زاوية حادة.. كرة القدم … مرآة الشعوب

زاوية حادة.. كرة القدم … مرآة الشعوب

 

حسام الدين حرب

من منا كان يعرف دولة إيسلندا، الدولة الصغيرة والتي لا يتجاوز عدد سكانها 325 ألف نسمة، ومن منا كان يتوقع أن تظهر بهذا الشكل في كأس العالم وهي التي أحرجت صاحبة التاريخ الكبير في كرة القدم – الأرجنين- والتي توجت بكأس العالم مرتين وهي من تمتلك نجوماً لا يشق لهم غبار على مدار تاريخها الطويل، ومن منا كان يعتقد بأن البرازيل الفقيرة أقتصادياً بأن يتم تداول اسمها يومياً بما خرجت من لاعبين كرة قدم على مستويات عالية وهي التي يعتمد إقتصادها على عائدات الضرائب من هؤلاء اللاعبين

إذن أسئلة كثيرة يمكن أن نطرحها ولا ننتهي من طرحها ونحن نتحدث كرة القدم، كيف لا؟، وهي التي أصبحت المعرف الأساسي لثقافة وحضارة العديد من الشعوب التي تشارك في المحافل الدولية، والتي يبدأ الجميع بلفت الأنظار لها والحديث عن ثقافتها وعراقتها وتاريخها الطويل، وربما تضع نفسها على سلم المجد الرياضي من ناحية، وعلى المحك الثقافي من الناحية الأخرى.

في بطولة كأس العالم الحالية ما لفت إنتباهي دولة ايسلندا، والتي لم تعرف كرة القدم إلا في العام 2000، وهي التي وضعت خطة استراتيجية تحدت من خلالها الظروف المناخية الشبة قطبية، بدأت بتطوير البنية التحتية من خلال بناء الملاعب الرياضية، ومن ثم تطوير الكادر البشري على مستوى صقل القدرات حتى أصبح لديها أكثر من 600 مدرب لكرة القدم، بمعدل مدرب لكل 550 لاعب، وتشجيع الأطفال على اللعب من خلال مكافآت وصلت إلأى 350 $ لكل لاعب يمارس كرة القدم، وبدأت بإكتشاف المواهب الرياضية منذ الصغر، حتى أضحى هذا الجيل هو من يشرف هذه الدولة الصغيرة مساحة وسكاناً ولكنها كبيراً قيمةً وعطاءً حتى ذهب البعض للبحث عنها وعن تاريخها واقتصادها وغيرها، وأثمرت هذه الخطة عن تأهل منتخب إيسلندا إلى يورو 2016 ومن ثم إلى كأس العالم 2018.

الفراعنة، الماكينات، راقصي السامبا، الشياطين الحر، نسور قرطاج، الدب الروسي، الكمبيوتر الياباني، وغيرها من المسميات والألقاب التي يتم إطلاقها على المنتخبات، وإذا ما دخلنا في تفاصيلها نجدها تعكس عراقة وحضارة هذه الدولة والتي يستطيع المتابع أن يتعرف من خلالها على تاريخ هذه الدولة وربما البحث أكثر والتعرف بشكل معمق عن هذه البلدان.

هذه هي كرة القدم، والتي تجبر الجميع على البحث عن تاريخ الفرق التي تتأهل لكأس العالم أو أي بطولات قارية، وهذا الحال تكرر مع منتخب فلسطين الذي تأهل لأول مرة إلى نهائيات أمم آسيا وأصبح حديث الصحافة الرياضية وغير الرياضية على مستوى العالم.

وأحلم، كما يحلم معي كل أبناء الشعب الفلسطيني بأن يتأهل منتخبنا إلى كأس العالم 2022 في دولة قطر الشقيقة، لكي نوصل رسالة للعالم – كما فعلت إيسلندا البلد الأصغر مساحة وأصبحت حديث العالم- بأننا شعب يستحق الحياة ويستحق الحرية والاستقلال، وكذلك ليعرف العالم حضارة دولة فلسطين الممتدة على مدار قرون سابقة.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية

Hoss1983@gmail.com

 

 

 

تعليقات (0)

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق