عقدة الصفقات الكبرى: نيمار والريال وبرشلونة بين الفشل والتساؤلات.
لم يكن الهلال السعودي يدرك أنَّ تعاقده مع النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا سيكلفه ملايين دون أن يحقق الفائدة المرجوة. هذه الصفقة هي نسخة من تجارب سابقة لنادين كبيرين مثل ريال مدريد وبرشلونة، حيث فشلت صفقات مماثلة في السنوات الأخيرة.
في صيف 2023، قرر الهلال التعاقد مع نيمار ليكون نجمًا رئيسيًا في مشروعه الرياضي تحت إشراف المدرب جورجي جيسوس، بعد فشله في التعاقد مع ليونيل ميسي. وقع الهلال مع نيمار في صفقة بلغت قيمتها 90 مليون يورو بعقد يمتد لموسمين، وهو ما جعل الصفقة الأغلى في تاريخ الدوري السعودي، مع راتب سنوي بلغ 160 مليون يورو بالإضافة إلى عقود إعلانات ضخمة. ولكن، لم تسر الأمور كما كان متوقعًا، إذ تعرض نيمار لإصابة قوية في الرباط الصليبي بعد شهرين فقط من انضمامه، مما أبعده عن الملاعب لمدة 369 يومًا، وهي أطول فترة غياب في مسيرته.
وعلى الرغم من عودة اللاعب للملاعب، إلا أن إصابة جديدة في العضلة الخلفية أبعدته عن المشاركة لمدة ستة أسابيع إضافية، ليقتصر ظهوره على 7 مباريات فقط خلال أكثر من 16 شهرًا. نيمار لعب 428 دقيقة فقط وساهم في 4 أهداف، ما جعل جماهير الهلال تتساءل عن الجدوى من تلك الصفقة الضخمة.
وبالرغم من العوامل القدرية التي لعبت دورًا في إصابات نيمار، فإن الصورة العامة التي كونتها الجماهير عنه تعكس تراجعًا في التزامه البدني، حيث يُتهم اللاعب بأنه انتقل إلى السعودية لأغراض مالية أكثر من كونه رغبة في تقديم إضافة فنية، كما أشارت تقارير صحفية إلى أنه لم يكمل برنامجه التأهيلي بعد الجراحة بشكل كامل.
أما في تاريخ كرة القدم، فقد عانت أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة من صفقات مماثلة. فمثلاً، صفقة إدين هازارد مع ريال مدريد لم تحقق النجاح المتوقع، حيث لعب 76 مباراة فقط وسجل 7 أهداف. وكذلك، كانت صفقات برشلونة مع عثمان ديمبلي وفيليب كوتينيو مخيبة للآمال، حيث لم ينجح اللاعبان في تحقيق الأثر المطلوب رغم المبالغ الكبيرة التي أنفقها النادي.
ويرتبط فشل العديد من الصفقات الكبرى في السنوات الأخيرة بالعديد من العوامل، أبرزها الإصابات المتكررة، التي أثرت بشكل كبير على نيمار وهازارد وديمبلي وكوتينيو. فقد تعرض نيمار نفسه لـ24 إصابة طوال مسيرته، بينما عانى ديمبلي من 15 إصابة، ما أثر بشكل كبير على مستوياته مع برشلونة.
وفي هذا السياق، يبرز تصريح إيان جراهام، مدير قسم علوم البيانات في ليفربول، الذي حدد 6 أسباب رئيسية لفشل الصفقات الكبرى، أبرزها عدم التناسب بين اللاعب وأسلوب لعب الفريق أو تكرار الإصابات. وعلى الرغم من الضغوط النفسية المرتبطة بالصفقات الكبيرة، هناك بعض اللاعبين الذين تمكنوا من تجاوز هذه التحديات وحققوا النجاح.
