كرة مبتورة القدم
كتب/ أحمد حسونة
كثيرة مآسي الحياة, واكثرها التي يعيشها الشباب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة جراء الحصار الخانق على أبسط مقوماته ومتطلباته البسيطة في تحقيق حياة يحلم بها كل شاب من خلال تأمين مستقبله الذي أصبح مبتور القدم جراء الاصابة بعيار ناري محرم من قبل بندقية محتل قتلت الحلم وممارسة لعبة كرة القدم أو رياضة يجيد ممارستها في الحياة.
عبد الرحمن نوفل الطفل المشارك في مسيرات العودة على الحدود الغربية لفلسطين المحتلة أصيب بطلق ناري متفجر بقدمه في صورة تدل على بشاعة المحتل في وأد حلم عبد الرحمن وغيره من الأطفال والشباب الرياضي لتحرمهم من ممارسة ألعابهم الرياضية المفضلة وخاصة لعبة كرة القدم التي أصبحت مبتورة في مأساة تتكرر لشباب الفلسطيني عامة والرياضي خاصةً العاجز عن تحقيق أحلامه وأهدافه جراء وحشٍ أغتصب أرضه وحياته ضارباً بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية الموضوعة لحماية الرياضي في أنحاء العالم.
ولكن..! الرياضي الفلسطيني حُرمت عليه القوانين وكبدته خسارة أطرافه على الحدود لمشاركته في مسيرات سلمية تهدف لتحريك مشاعر أحرار العالم من أجل مساندته في نيل كافة حقوقه الشبابية أسوةً بشباب العالم وممارسة رياضته المفضلة دون عوائق يضعها المحتل الاسرائيلي أمامه ويجبره بالجلوس على كرسي متحرك بقية حياته إن وجدت تلك الحياة.
قوانين وأحكام وتشريعات أوجدتها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل توفير متطلبات الرياضي ونيل حقوقه وحريته في التطور أسوةً بدول العالم, لكنها عاجزة مثل مجلس الأمن الدولي في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في كافة مجالاته الحياتية لأنها ضعيفة ومستسلمة أمام رغبات وأهداف المحتل المتنكر بقناع النزاهة والإنسانية خافياً جرائمه التي فاقت الحدود أمام ضمائر بيعت بمالٍ بخس حارمة أصحاب الحق من تحقيق هدفهم السامي من أجل حياة بسيطة خالية من أطراف مبتورة حرمته من الركض خلف ملهمته كرة القدم المصدر الوحيد المخفف لعبء الحياة المريرة.
وأخيراً… يجب على الإعلام بشكل عام والرياضي خاصةً توحيد الصف ومجابهة الإعلام الزائف للعدو وتغيير البوصلة بشكل صحيح من خلال كشف حقيقة من يتغنون بالديمقراطية والانسانية عبر الإعلام المرئي الموثق لجرم المحتل والقوة المفرطة المستخدمة بحق الشباب المسالم على الحدود لكسب ثقة وضمائر أحرار العالم من أجل وضع المحتل بقفص الاتهام وحرمانه من ممارسة الرياضة على مستوى العالم تقديراً واحتراماً لمن فقدوا أحلامهم الرياضية جراء بتر أطرافهم.