كوتينيو.. من ساحر أنفيلد إلى لغز كامب نو

فيليبي كوتينيو، الموهبة البرازيلية التي خطفت أنظار جماهير ليفربول بلمساتها الساحرة، تحول إلى أحد أكثر الانتقالات إثارة للجدل في تاريخ برشلونة، بعدما انتقل للنادي الكتالوني في يناير 2018 بصفقة نارية بلغت 142 مليون جنيه إسترليني.
اقرأ أيضا.. الحالة الصحية لبينتانكور لاعب توتنهام بعد الإصابة أمام ليفربول
انطلاقة نارية مع ليفربول
ولد كوتينيو في ريو دي جانيرو عام 1992، وبدأ رحلته الاحترافية مبكرًا مع إنتر ميلان، لكن مجده الحقيقي انطلق في ليفربول منذ انضمامه في 2013، وفي أنفيلد، ظهر كساحر صغير يتحكم بإيقاع اللعب، يسجل من تسديدات بعيدة، ويصنع الأهداف بلمسة مبدع، ليساهم بشكل بارز في إعادة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا تحت قيادة يورجن كلوب.
الحلم الذي تحول إلى عبء
انتقاله إلى برشلونة كان بمثابة حلم الطفولة، لكن الضغوط الهائلة، وتداخل أدواره مع هيمنة ليونيل ميسي، وعدم التوافق مع خطط المدرب فالفيردي، جعلته خارج سياق الفريق، لعب في مراكز لا تناسب مهاراته، وتعرض لانتقادات جماهيرية وإعلامية أضعفت ثقته بنفسه، لينهي موسمه الأول بخمسة أهداف فقط في الدوري الإسباني.
محطة بايرن ميونخ
في صيف 2019، تم إعارته إلى بايرن ميونخ، حيث استعاد بعض بريقه، وساهم في التتويج بدوري أبطال أوروبا 2020. الفرق أن أبرز لحظاته جاءت أمام برشلونة نفسه، حين سجل هدفين في الفوز التاريخي 8-2. رغم ذلك، لم يفعل النادي البافاري خيار الشراء.
عاد كوتينيو إلى برشلونة ليواجه الإصابات وتراجع المستوى، قبل أن ينتقل إلى أستون فيلا في 2022، ثم إلى الدحيل القطري، وأخيرًا إلى فاسكو دا جاما، ناديه الأم، سعيًا لاستعادة شغفه المفقود.
رحلة كوتينيو تعكس أن الانتقالات الكبرى ليست دائمًا طريقًا للمجد، بل قد تتحول إلى تحديات نفسية وتكتيكية تطيح بأكبر المواهب، وبين الحلم البرازيلي والواقع الكتالوني، بقي السؤال مفتوحًا: هل يتمكن “ساحر أنفيلد” من كتابة نهاية سعيدة لمسيرته، أم يظل اسمه مرتبطًا بإحدى أكبر خيبات برشلونة.