مدربون كتبوا تاريخ الفدائي في آسيا

مدربون كتبوا تاريخ الفدائي في آسيا

غزة-أطلس سبورت-محمد الأخرس

لم يكن وصول منتخبنا الوطني الفدائي إلى مصاف المنتخبات الآسيوية الكبرى مفروشاً بالورود، بعد سنوات من المعاناة التي عاشتها الرياضة الفلسطينية وظلت طوال سنوات عديدة بعيدة عن دائرة الضوء، بل وظلت حبيسة بين المنتخبات الأدنى في القارة الصفراء.

سنوات من الانتظار والترقب عاشها المنتخب الفلسطيني في ظل حالة من عدم الاهتمام واللامبالاة من الشارع الرياضي، وهذا نتاج عدم وصولنا لطموح المتابعين للمنتخب في ظل النتائج الغير مرضية التي تحقق في المنافسات الخارجية.

وقبل قرابة 8 أعوام، بدأ الاتحاد الفلسطيني في إعادة ترتيب أوراقه من جديد، باتخاذه قرارات هامة بقيادة اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد، بتعيين المدرب الأردن الكابتن جمال محمود مديراً فنياً للوطني، وكان آنذاك مدربا للهلال المقدسي، واستطاع حصد معه العديد من الألقاب المحلية مما وضعه مدرباً للوطني في نوفمبر 2011.

محمود الذي بدأ مع مساعده فراس أبو رضوان ومعهم صائب جندية، في كتابة السطور الأولى لدخول فلسطين المجد الكروي الآسيوي، من خلال بطول غرب آسيا، ومن ثم دخول التحدي التاريخي والاهم في تاريخ ومسيرة الرياضة الفلسطينية، بعدما استطاع الجهاز الفني واللاعبين في قيادة الفدائي للتتويج بلقب كأس التحدي التي أقيمت في المالديف 2014 والتي قادت المنتخب للصعود مباشرة لكاس أمم آسيا في آخر نسخة للبطولة المصغرة للفرق الأدنى للقارة.

تاريخ كتب وامتد بعد ذلك، فكانت مهمة الكابتن القدير أحمد حسن في بطولة أمم آسيا 2015 رفقة مساعده الكابتن صائب جندية صعبة في ظل ومشاركتنا الأولى التاريخية في البطولة وافتقادنا للخبرة في التعامل مع تلك المواعيد.

لتأتي المرحلة الثالثة والاهم في مسيرة الرياضة الفلسطينية، من خلال تولي الكابتن عبد الناصر بركات مهمة تدريب منتخبنا الوطني في ابريل 2015، المهمة التي تعد الأصعب بين المدربين، بعد أن استلم المهمة باحثاً عن إعداد جيل جديد لقيادة منتخب فلسطين في المناسبات القادمة سيما التصفيات الآسيوية، فبدأ بركات في تكوين تركيبة مناسبة من اللاعبين وخلق فرصة للجميع لنيل شرف تمثيل المنتخب، فاستطاع خلال مهمة امتدت لعامين و8 أشهر، من تشكيل فريق خليط ما بين لاعبي الخبرة والشباب، ليمهد الطريق أمام جيل واعد ينتظره مستقبلاً باهراً للمنتخب الوطني.

بركات، يعتبر أول مدرب يقود فلسطين لخوض تصفيات كأس آسيا من الأدوار الأولى فتمكن من تحقيق نتائج مميزة في مجموعته ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، فخسر في آخر اللحظات أمام السعودية 3-2، ومن الإمارات 2-0، فيما حقق التعادل معها ومع الإمارات في الأردن وفلسطين، وانتصر في مواجهاته أمام ماليزيا وتيمور الشرقية وصعد للدور الثاني المؤهل لأمم آسيا، الذي تمكن خلاله من سحق جميع فرق المجموعة ذهاب وإياب والوصول لأمم آسيا قبل نهاية التصفيات بجولتين وتربعه على القمة كأفضل منتخب دفاعي وهجومي.

ولم يكتب لبركات إكمال مشواره الناجح جداً مع الفدائي، لينتهي به المطاف مع نهاية 207، وقاد منتخبنا لانجاز فريد بالفوز في 11 مباراة متتالية ليصل بفلسطين لأفضل تصنيف في تاريخها بالمرتبة 73 عالميا، قبل أن يأتي المدرب البوليفي خوليو سيزار في مهمة قصيرة، ليتم إقالته ويتم إسناد المهمة للمدرب الجزائري نور الدين ولد علي في ابريل 2018.

مهمة جديدة منتظرة للمدرب الجزائري ولد علي، الذي تسلم المنتخب بعد حالة من الترهل عاشها مؤخراً، ليتمكن من استعاد نوعاً ما من بريق المنتخب بالتتويج ببطولة كأس بنغلادش الذهبية الودية مؤخراً، ليضع معها أولى بصماته مع الوطني قبل المعترك الآسيوي الهام.

ولد علي، يدخل البطولة الآسيوية والجميع يضع ثقته الكاملة به وباللاعبين من أجل تحقيق نتائج ايجابية تقود الوطني لمقارعة منتخبات مجموعته التي يراها الكثير ليست بالصعبة على هذا الجيل، خاصة وبعد رحلة إعداد قوية للمنتخب في قطر وخوض عدة مباريات تحضيرية أمام منتخبات قوية كانت كافية للاطمئنان على قدرات منتخبنا.

تعليقات (0)

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق